البهائية: نشأتها و أصولها الفكرية وموقف المذاهب الاسلاميه منها

د.صبري محمد خليل/ أستاذ الفلسفة جامعه الخرطوم

sabri.khalil30@yahoo.com

 

النشاْه: البهائية هي ديانة مستقلة أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر ،لكنها كانت في الأصل فرقه (مذهب) من فرق الشيعة، والشيعة لغة الأنصار، أما اصطلاحا اى باعتبارها فرقة أي (مذهباً) فتقوم على الاعتقاد بأن الخلافة يجب أن تنحصر في علي رضي الله عنه وذريته بالنص. ثم اختلفوا في مَن مِن ذريته يحق له الخلافة (الإمامة)، فقالت الشيعة الاثني عشرية- سلف البهائية والبابيه مبدأ الأمر- بإمامة الحفيد الثاني عشر محمد بن الحسن (الملقب بالعسكري)، والذي تعتقد بأنه قد غاب (اختفى) غيبة صغرى سنة 260 هـ، واستمرت سبعين عاماً، ثم غيبة كبرى تستمر إلى آخر الزمان، وانه سيعود آخر الزمان على صورة المهدي المنتظر. وهناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية ، التي تأسست على يد علي بن محمد رضا الشيرازي ، الذي أعلن أنه الباب “لمن يظهره الله” وأنه هو المهدي المنتظر، في مدينة شيراز بإيران سنة 1844، وكانحسين علي النوري من ضمن الذين أيدوا دعوته وقد أُعدمت الحكومة الايرانيه  “الباب” سنة 1850م وحبست بهاء الله وبعد ذلك نفته إلى العراق. ثم نفته الحكومة العثمانية إلى استانبول، ثم إلى أدرنة، وبعد ذلك إلى فلسطين. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها. ويرى العديد من الباحثين ان تحول البهائية إلى ديانة مستقلة عالميه ، ذات وجود في كل القارات، قد تم بدعم من الدول الاستعمارية (كبريطانيا) ودوله إسرائيل وخدمه لمصالحها الخاصة..

 

العقيدة البهائية:

 

  • الحياة هو عرفان الله، والتقدم الروحي للفرد، والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية.
  • النمو الذاتي للفرد هو نتيجة السعي في اكتساب الفضائل في الدنيا، وتطبيقها في الحياة اليومية.
  • ان ترقي الروح يستمر بعد الموت، ويعتمد على ما يكتسبه المرء من مزايا روحية، وكذلك على الحسنات التي يقوم بها في هذه الدنيا، وعلى دعاء أهله ومعارفه له بعد موته.
  • الجنة والنار هي حالات ومراحل من القرب من الله أو البعد عنه وليست أماكن مادية.
  • ان عرفان الله الكامل بعنصره هو مستحيل على البشر، ولكن بنفس الوقت يمكن عرفان الله بعرفان صفاته ، و هي أيضا موجودة إلى حد ما في الذات البشرية، ومَثلها هنا كمثل جواهر مكنونة في الروح الإنسانية، ولا تظهر للوجود إلا على أيدي المربين الإلهيين (الانبياء والرسل)، نتيجة ً لإتباع أحكامهم ووصاياهم.
  • الإيمان بثلاثة أنواع من الوحدة، ترتبط يبعضها البعض ارتباطا وثيقا وهي: وحدة الخالق، وحدة الديانات في أصلها ومنبعها وأهدافها، ووحدة الجنس البشري. و كل الديانات هي دين واحد فتحت طياته شيئا فشيئا على العباد عن طريق المربين السماويين مؤسسي الديانات العالمية من رسل وأنبياء، قاموا على تهذيب وتنشئة المجتمعات تدريجيا ،حسب مراحل تطور هذه المجتمعات وتطور احتياجاتها.
  • يمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائي، احدث الحلقات في تعاقب هؤلاء المربين الإلهيين ،ولكنه ليس آخرهم ،فسوف يجئ رسل آخرين في المستقبل (ولكن بعد ألف سنة على الأقل من ظهور الرسالة السابقة).

 

بعض الأحكام البهائية:

 

  • الصلاة: هناك ثلاثة أنواع من الصلاة البهائية اليومية وعلى الفرد اختيار أحدها.
  • الصوم: الامتناع عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب خلال الشهر الأخير في السنة البهائية.
  • موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقراءة آية معينة وقت عقد القران بحضور شهود العيان
  • تحريم المشروبات الكحولية والمخدرات وكل ما يذهب به العقل.
  • تحريم النشاط الجنسي إلا بين الزوج وزوجته.
  • تحريم تعدد الزوجات.
  • قوانين لتقسيم الإرث (في حالة عدم توفر الوصية).
  • تحديد عقوبات القتل والحرق والزنا والسرقة…

 

 الكتب المقدسة:للبهائية عدة كتب مقدسة ومنها الكتاب الأقدس:ويشمل أكثر أحكام الدين البهائي، وكتاب الإيقان وكتب عديدة أخرى .

 

أماكن العبادة: الصلاة عند البهائيين انفرادية، ويقوم بها الشخص عادة في البيت،ولا تمارس صلاة الجماعة إلا في دفن الميت. ويجتمع البهائيون للمشاركة في قراءة الأدعية والمناجاة أو للمشاورة بصورة منتظمة إما في البيوت أو في الأماكن العامة أو في أبنية خاصة لهذه الأغراض. ويوجد أيضا في الوقت الحاضر دور عبادة تسمى بمشارق الأذكار.

 

التقويم البهائي: للبهائيين تقويم شمسي جديد، وللسنة البهائية تسعة عشر شهرا، ولكل شهر تسعة عشر يوما.وأسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها. ويبدأ التقويم البهائي في سنة1844م1260هـ ويسمى بتقويم البديع، ومجموع الأيام المقدسة البهائية (بين الأعياد وأيام التذكر)هو تسعة أيام لا يجوز فيها العمل (إلا عند الضرورة).

 

أماكن التواجد : أهم وجود للبهائيين من حيث الفاعلية والتأثير هو في الولايات المتحدة الأميركية حيث يبلغ عددهم مليوني شخص،وأكبر تواجد عددي لهم هو في الهند وأمريكا الجنوبية. وتوجد لهم معابد في مختلف قارات العالم وتسمى هذه المعابد “مشارق الأذكار“، ولهم وجود محدود في معظم الدول العربية، ومن ضمنها مصر ،حيث كان لهم العديد من المراكز فيها إلى عام 1960 حيث صدر قرار جمهوري رقم 263 قضى بإغلاقها.

 

مواقف المذاهب الاسلاميه منها:  يعترف البهائيون بأنهم أتباع دين مستقل عن باقي الديانات، لهم عباداتهم الخاصة بهم، والتي تختلف عن عبادات الديانات الأخرى، بما فيها الإسلام. وقد اتفقت المذاهب الاسلاميه على ان البهائية ليست فرقة أو مذهبا من مذاهب الإسلام. ففيما يتعلق بالمذهب السني  قررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عنالدين الإسلامي.  واصدر مجمع البحوث الإسلامّية بالأزهر بيانا بتاريخ 21/1/1986م انتهى إلى ذات النتيجة ،وكذا موقف المذهب الشيعي الاثنى عشري. والبهائية كديانة مستقلة ظهرت بعد وفاه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، تتناقض مع الدين الإسلامي لأنها ليست من الديانات السماوية التي ظهرت قبل الإسلام، والتي اعترف بها الإسلام، فضلا عن تناقضها مع مفهوم ختم النبوة، وبناء علي هذا فقد تم حظر نشاط البهائيين في اغلب الدول الاسلاميه، ومن أوائل هذه الدول مصر في عهد الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر عام 1960.

 

 

فكرة واحدة على ”البهائية: نشأتها و أصولها الفكرية وموقف المذاهب الاسلاميه منها

أضف تعليق