عبد الناصر والتجربة الناصرية : تقييم اسلامى موضوعي

 nasserislam1

عبد الناصر والتجربة الناصرية : تقييم اسلامى موضوعي

د. صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم

sabri.m.khalil@hotmail.com

تمهيد : اتخذ الكتاب والمفكرين الإسلاميين المعاصرين موقفين من عبد الناصر و التجربة الناصرية :

أولا: موقف الرفض المطلق : فهناك أولا موقف الرفض المطلق للتجربة الناصرية

 :إقرار السلبيات وإنكار الايجابيات : هذا الموقف لا يرى في التجربة إلا سلبياتها (أخطائها)، وينكر اى ايجابيات (أوجه صواب) لها.موقف التجربة الناصرية من الدين : كما أن هذا الموقف يرى أن التجربة الناصرية اتخذت موقفا سلبيا من الدين، وبالتالي فان هناك تناقض مطلق بينهما. غير أن هذا الافتراض يتناقض مع حقيقة أن التجربة الناصرية اتخذت موقفا ايجابيا من الدين ، على المستويين النظري والتطبيقي :

ا/المستوى النظري: فقد كانت التجربة الناصرية ذات نظره ايجابيه للدين على المستوى النظري:
• حيث يرى عبد الناصر أن أحد عوامل نجاح نضال الشعب المصري والشعوب العربية والمسلمة الأخرى هو( إيمان لا يتزعزع بالله وبرسله ورسالاته القدسية التي بعثها بالحق والهدى إلى الإنسانية في كل زمان ومكان)( الميثاق الوطني ، 1962 ، الباب الأول(

  • كما يرى أن الشعب المصري(يعتقد في رسالة الأديان، وهو يعيش في المنطقة التي هبطت عليها رسالات السماء)( الميثاق ، الباب العاشر|(

 كما يرى أن الفتح الاسلامى كان (… ضوءاً أبرز هذه الحقيقة وأثار معالمها، وصنع لها ثوباً جديداً من الفكر والوجدان الروحي، وفي إطار التاريخ الإسلامي، وعلى هدى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، قام الشعب المصري بأعظم الأدوار دفاعاً عن الحضارة الإنسانية.. ثم كان قد تحمّل المسؤولية الأدبية في حفظ التراث الأدبي العربي وذخائر الحافلة، وجعل من أزهره الشريف حصناً للمقاومة ضد عوامل الضعف والتفتت)(الميثاق ، الباب الثالث).

كما يرى أن الإسلام هو الذي وحد الامه العربية (واتحدت المنطقة بسلطان العقيدة حين اندفعت تحت رايات الإسلام تحمل رسالة السماء الجديدة – الإسلام – وتؤكد ما سبقها من رسالات وتقول كلمة الله الأخيرة في دعوة عبادة إلى الحق) ( خطاب أمام مجلس الأمة في 5/2/1958)
• كما يرى عبد الناصر أن هناك عدو واحد للعرب والمسلمين هو الاستعمار، ومرض واحد هو الفرقة والتخلي عن الجهاد (يجب أن نعرف أن العالم العربي والعالم الإسلامي يقفان اليوم أمام عدوّ واحد، ويتهاويان أمام مرض واحد. أما عدوّنا فهو الاستعمار، وأما مرضنا فهو الفرقة والتخلي عن الجهاد في سبيل الله.. كما يجب أن يؤمن العرب والمسلمون بأن عهد اللغو والكلام قد انقضى، وأن عهداً جديداً يجب أن يبدأ، عهداً قوامه إيمان بالله، وعماده العمل في سبيل الله) ( خطاب أمام المؤتمر العربي الإسلامي في 26/8/1953(

 ويؤكد على المبادئ السامية للأعياد الدينية (إننا أشدّ ما نكون حاجة المبادئ السامية والمثل العليا التي تقوم عليها أعيادنا، ونحن نجتاز معركة تحرير البلاد، فإن كنا قد احتفلنا بعيد الفطر المبارك عيد الصوم والصبر والجهاد فإننا نحتفل اليوم بعيد الطاعة والتضحية. هذا العيد الذي يحمل معنى التضحية بالمال والنفس والروح في سبيل الله) (خطاب بمناسبة عيد الأضحى المبارك بتاريخ19/8/1953(

كما يحدد في كتاب فلسفة الثورة (1953) الدوائر الثلاث التي يرى أن مصر تنتمي إليها،وأن دورها الخارجي يجب أن يتوزع بينها، فيراها أولا في الدائرة العربية وثانيا في الدائرة الأفريقية وثالثا في الدائرة الإسلامية، ولدى حديثه عن انتماء مصر للدائرة الإسلامية يربط بينه وبين الدور التحرري لمصر خلال المراحل التاريخية القديمة التي مر بها ذلك الانتماء، كما يتحدث عن الحج بوصفه قوه توحيد سياسيه بالاضافه إلى كونه فريضة دينيه (حين أسرح بخيالي إلى هذه المئات من الملايين الذين تجمعهم عقيدة واحدة، أخرج بإحساس كبير بالإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يحققها تعاون بين هؤلاء المسلمين جميعاً، تعاون لا يخرج عن حدود ولائهم لأوطانهم الأصلية بالطبع، ولكنه يكفل لهم ولإخوانهم في العقيدة قوة غير محدودة(..

  • كما يرى عبد الناصر أن الإسلام هو الحل الاول والأخير لمشكله العلاقة بين الفرد والمجتمع ( … ومشكلة الفرد والجماعة التي حيرت المفكرين والفلاسفة في أوروبا منذ قرون ، وجدت الحل الصحيح في بلادنا العربية والإسلامية منذ ألف وثلاثمائة سنة ، منذ نزل القرآن على محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) يدعوا إلى الأخوة الإنسانية ، ويفصل مبادئ العدالة الاجتماعية على أساس من التراحم والتكافل الأخوي والإيثار على النفس في سبيل النفع العام للجماعة ، بغير طغيان على حرية الفرد ولا إذلال له ولا إنكار لذاتيته .. ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..” ذلك هو النظام.. فليكتف المفكرون والفلاسفة بما بذلوا من جهد، ولا يبحثوا منذ اليوم عن حلول أخرى لمشكلة الفرد والمجتمع.. عندنا الحل.. الحل هو الذي نزل به الوحي على نبينا منذ ألف وثلاثمائة سنة.. هو الحل الأخير لمشكلة الإنسانية ) (مقال بعنوان “الحل الأول هو الحل الأخير”، العدد 5 من سلسلة اخترنا لك “العدالة الاجتماعية وحقوق الفرد”، أول يوليو 1954، طبع دار المعارف(

ب/المستوى التطبيقي:كما اتخذت التجربة الناصرية موقفا ايجابيا من الدين على المستوى التطبيقي تمثل في الكثير من المظاهر أهمها: زيادة عدد المساجد فى مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970 ، ( عشرة ألاف مسجد )، وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت فى مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى عهد عبد الناصر. وجعل مادة التربية الدينية مادة إجبارية يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقي المواد لأول مرة في تاريخ مصر. وأنشأ مدينة البعوث الإسلامية التي كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين القادمين من سبعين دولة إسلامية ويقيمون فيها مجانا. وأنشأ منظمة المؤتمر الإسلامي التي جمعت كل الشعوب الإسلامية . وترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم . وإنشاء إذاعة القرآن الكريم. وتسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى فى التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا في كل أنحاء العالم . وتنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية ، والعالم العربي ، والعالم الاسلامى. ووضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله. وبناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر ،و افتتاح فروع لجامعة الأزهر فى العديد من الدول الإسلامية،بالاضافه إلى بعثات الأزهر لنشر الإسلام فى أفريقيا وأسيا ، ومسانده الدول العربية والإسلامية فى كفاحها ضد الاستعمار.وإصدار قانون تحريم القمار ومنعه .و إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة.(الدين والدولة والثورة : رفعت سيد أحمد، النبي والفرعون : جيل كيبل،المؤامرة ومعركة المصير : سعد جمعة،تقرير مجلس الكنائس العالمي لعام 1974،تقرير الحالة الدينية فى مصر عام1982 ، الإسلام فى عهد جمال عبد الناصر : عمرو صابح)

قضيه تكفير الحكام : كما أن بعض أنصار هذا الموقف قاموا بتكفير جمال عبد الناصر – كما كفروا غيره من الحكام – استنادا إلى:

أولا: قوله تعالى( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )(المائدة:44) ، وقد اتخذ الخوارج هذه الآية أيضا حجة لتكفير الحكام والخروج عليهم،وما عليه أهل السنة هو وجوب التمييز بين عدم الالتزام بالشرع مع الإقرار به فهو ظلم او فسق، وعدم الالتزام بالشرع مع إنكاره فهو كفر بدليل قوله تعالى { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } [5 /المائدة /45]. { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } [5 /المائدة /47]. روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ قال: من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق. (أخرجه الطبري في جامع البيان بإسناد حسن. سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ذكره أبو عبد الله بن بطة في الإبانة الحكم بغير ما أنزل الله).لذا ينسب لابن عباس في رده على الخوارج ” إنه ليس الكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفراًً ينقل عن الملة: كفر دون كفر”
يقول الشيخ الألباني (وقد جاء عن السلف ما يدعمها، وهو قولهم في تفسير الآية: «كفر دون كفر”صحّ ذلك عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ثم تلقاه عنه بعض التابعين وغيرهم) ، وما هو ثابت ان جمال عبد الناصر لم ينكر الشرع في اى من خطاباته الشفهية أو وثائقه المكتوبة ، كما لم يكن الخلاف بينه وبين سيد قطب وقطاع من جماعه الإخوان، حول إنكار أو عدم إنكار الشرع ، ولكنه انحصر في أن عبد الناصر كان يرى أن تحرير المنطقة من كافه أشكال الاستعمار القديم والجديد و الاستيطاني، سابق على التطبيق الشامل للنظام القانوني الاسلامى ، بينما كان سيد قطب و قطاع من جماعه الإخوان يقولون بوجوب التطبيق الفوري والشامل للنظام القانوني الاسلامى بصرف النظر عن الظروف المحيطة بالمنطقة. مع ملاحظه أن قطاع من الحركات الاسلاميه ، تبنت لاحقا موقف يقارب موقف عبد الناصر، والقائم على وجوب تحقيق الاستقرار لتهيئه الوضع لتطبيق النظام القانوني الاسلامى، واستنادا إلى قاعدة النهى عن اقامه الحد وقت الغزو ، والتي تستنبط من أن الرسول ” صلى الله عليه وسلم” لم يقم الرسول حدا قط في غزو، بدليل ما رواه بسر بن ارطاه من انه وجد رجلا يسرق فجلده ولم يقطع يده وقال: نهانا الرسول عن القطع في الغزو، و روى عن عمر النهى عن اقامه الحد وقت الغزو ، و قرر الأكثرون انه لا يقام الحد على المحارب أثناء الحرب خشيه ان يلحق بالأعداء (محمد أبو زهره ، الجريمة والعقوبة، ص 324 ).هذا مع ملاحظه أن الدولة في عهد عبد الناصر قدا قرت بالإسلام كدين للدولة على المستوى الدستوري، كما أصدرت الكثير من القوانين الاسلاميه .

ثانيا: أن جمال عبد الناصر استعان بالروس واشترى الاسلحه من تشيكوسلوفاكيا الشيوعية آنذاك ، غير ان الاستعانة بغير المسلم على غير المسلم ( وهو آنذاك الاستعمار القديم” بريطانيا وفرنسا..” والجديد “أمريكا”،والاستيطاني”إسرائيل”) ليس قاعدة أصوليه يكفر مخالفها، بل هي قاعدة فرعيه خلافيه لذا نجد ان فيها مذهبين: الأول يقول بالإيجاب وهو مذهب الْحَنَفِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ , وَالشَّافِعِيَّةُ مَا عَدَا ابْنَ الْمُنْذِرِ , وَابْنَ حَبِيبٍ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ , وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ إلَى جَوَازِ الِاسْتِعَانَةِ بغير المسلم فِي قِتَالِ غير المسلم عِنْدَ الْحَاجَةِ .ومن أشكال الاستعانة بغير المسلم أخذ السلاح منهم، سواء كان بيعا، أو إعارة ومن ذلك استعارة الرسول صلى الله عليه وسلم، أدرع صفوان بن أمية، كما حديث جابر الطويل في قصة غزوة حنين ( الحاكم في المستدرك، برقم “4369” ) ، والثاني يقول بالمنع: هو مذهب الْمَالِكِيَّةُ مَا عَدَا ابْنَ حَبِيبٍ , وَجَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , مِنْهُمْ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْجُوزَجَانِيُّ .
التقييم الذاتي للتجربة : هذا الموقف من التجربة الناصرية، والقائم على الرفض المطلق ، هو شكل من أشكال التقييم الذاتي للتجربة الناصرية ، من حيث هو في غالبه رد فعل عاطفي ، على الموقف السلبي للدولة في عهد عبد الناصر من جماعه الإخوان المسلمين، وكمحصله للصراع الذي دار بينهما ، ودون فهم صحيح لطبيعة هذا الصراع. وقد رفض الإسلام التقييم السلبي للأشخاص والأحداث ، كما في قوله تعالى(وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(

طبيعة الصراع بين عبد الناصر وجماعه الإخوان المسلمين :
* ان الصراع بين جماعه الأخوان المسلمين وجمال عبد الناصر لم يكن صراعا دينيا بين مسلمين وكفار، بل صراع سياسي ، هذا التقرير مبنى على تقرير أهل السنة أن الامامه ( السلطة) من فروع الدين وليست أصل من أصوله ( بخلاف الشيعة الذين قرروا أن الامامه من أصول الدين وبخلاف الخوارج الذين كفروا مخالفيهم). كما هو مبنى على عدم نفى القران صفه الأيمان عن الطوائف المتصارعة” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلي أمر الله”. كما هو مبنى على أن الصحابة اختلفوا في مسالة السلطة إلي حد القتال(على بن أبى طالب ومعاوية- على وعائشة… رضي الله عنهم) دون أن يكفر احدهم الأخر. وقد اقر عدد من الكتاب الإسلاميين وكتاب الإخوان المسلمين بهذا الأمر يقول حسن دوح ( أن تصوير خلافنا مع عبد الناصر على انه جهاد بين جماعه مسلمين وجماعه كافرين تصوير خاطئ، والأولى أن تقول انه كان خليطا لعب الجانب العقيد فيه دورا تمثله جماعه الأخوان المسلمين والجانب الحزبي دورا أخر، ولم يخل من الجانب الشخصي) ( الإرهاب المرفوض والإرهاب المفروض، بدون تاريخ، دار الاعتصام، القاهرة، ص 39). ويقول ناجح ابراهيم (أصل الخلاف بين الإخوان وعبد الناصر هو اعتقاد كل منهما أنه الأجدر والأحق بالسلطة والحكم في مصر.. فعبد الناصر ومن معه كانوا يرون أنهم الأجدر بالسلطة والحكم باعتبار أن الثورة ثورتهم وأنهم الذين تعبوا وغامروا بحياتهم فيها وأن الإنجليز لن يسمحوا للإخوان بحكم مصر. أما الإخوان فكانوا يرون أنهم أصحاب فكرة الثورة من الأصل وأن عبد الناصر وعامر وغيرهما كانوا من الإخوان المسلمين الذين بايعوا على المصحف والسيف.. وأن هؤلاء الضباط صغار لا يصلحون للحكم.. وأن الإخوان هي القوة الرئيسية التي وقفت مع الثورة وهم الأجدر بالحكم والسلطة. ولذلك نشأ الخلاف بينهما وازداد وتوسع.. ولم يكن الخلاف أساسا على الدين أو الإسلام أو حرية الدعوة.ولكنه انحصر أساسا في ظن كل فريق منهما أنه الأجدر بالحكم ..وظل يتطور هذا الخلاف حتى وصل إلى مرحلة التصفية الجسدية متمثلة في حادثة المنشية سنة1954 والتي قابلها عبد الناصر بكل قوة وقسوة واعدم ستة من قادة الإخوان والنظام الخاص.)( جمال عبد الناصر فى فكر داعية). ويقول د.عبدا لمنعم أبو الفتوح عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فى الحلقة الأولى من مذكراته «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر» التي تنفرد «الشروق» بنشرها (ورغم أن نظرتي تغيرت تماما عن جمال عبد الناصر فلم تصل يوما إلى تكفيره، فقد كنت أرى أنه من الصعب أن نقول إن جمال عبد الناصر كان ضد الإسلام أو عدوا له كما كتب البعض، ومازلت أرى أن الصراع بينه وبين الإخوان كان صراعا سياسيا في الأساس بدليل أنه استعان بالعديد من رجالهم في بداية الثورة كوزراء مثل الشيخ الباقورى والدكتور عبد العزيز كامل…)

وتأكيدا لذلك نجد أن الاختلاف بين عبد الناصر والإخوان المسلمين جاء بعد اتفاق، اى انه لم يكن اختلاف مبدئى، حيث يرى المستشار الدمرداش العقالي, أحد القيادات الاخوانيه, أن جمال عبد الناصر هو نبتة إخوانية منذ الأساس، وانه بايع حسن البنا المرشد العام للحركة منذ عام1942,, ويقول المستشار مأمون الهضيبي ان جمال عبد الناصر حلف على المصحف والسيف لمبايعة الإخوان . كما يقر جمال عبد الناصر في 18 نوفمبر 1965 بأنه كان على صله بجماعه الإخوان المسلمين دون أن يكون عضوا فيها ( انا قبل الثورة كنت على صلة بكل الحركات السياسية الموجودة في البلد، يعني مثلاً كنت اعرف الشيخ حسن البنا لكن ما كنتش عضو في الإخوان). وفى كل الأحوال ضم تنظيم الضباط الأحرار ضباطاً ينتمون فكريا إلى الإخوان المسلمين ككمال الدين حسين ، كما أيد الإخوان عبد الناصر عند قيامه بالثورة، وبعد قيامه بالثورة، وكانوا أول أعوانه، بل كانوا سنده الشعبي البارز، حتى دب الخلاف بين الطرفين .و في الذكرى الأولى للاستشهاد حسن البنا وقف عبد الناصر على قبره مترحما واستمرت الإذاعة في تلاوة القران طوال اليوم وقف عبد الناصر قائلا ” كان حسن البنا يلتقي مع الجميع ليعمل الجميع في سبيل المبادئ العالية والأهداف السامية، لا في سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا…وأُشهد الله أنني أعمل -إن كنت أعمل- لتنفيذ هذه المبادئ، وأفنى فيها وأجاهد في سبيلها” , وعقب الثورة أقام نادي الضباط حفلا لتكريم سيد قطب افتتح بتلاوة للقران الكريم وكان من ضمن المداخلات كلمة لعبد الناصر ووجهها لسيد قطب قائلا : ” “أخي الكبير سيد والله، لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا، جثثا هامدة، ونعاهدك باسم الله، بل نجدد عهدنا لك، على أن نكون فداءك حتى الموت” استمرت العلاقة على كامل ودها بين عبد الناصر والإخوان حتى عام 1953 عندما استقال سيد قطب من وظيفته كرئيس لهيئة التحرير ( أهم منصب مدني في الحكومة المصرية في تلك الفترة .

موقف التجربة الناصرية من الشيوعية (الماركسية) : وقد استند بعض أنصار موقف الرفض المطلق للتجربة الناصرية ،على افتراض مضمونه أن هناك تطابق بين التجربة و الفكر الناصريين والشيوعية (الماركسية) ، وقد استند هذا افتراض الخاطئ إلى استخدام التجربة والفكر الناصريين، للعديد من المصطلحات الماركسية ، لكن المدقق في هذه المصطلحات يجد إنها استخدمت فى التجربة والفكر الناصريين، للدلالة على معاني مختلفة تمام الاختلاف عن معانيها في الماركسية،كما ان عبد الناصر قد صرح مرارا بأوجه اعتراضه على الماركسية ومنها إنكار الأديان واعتبار أن العنف هو الوسيلة الوحيدة للتغيير ، وأسلوب حل الصراع ، وقد اقر عدد من الكتاب والمفكرين الإسلاميين بتمايز التجربة و الفكر الناصريين عن الماركسية يقول د.يوسف القرضاوى ( ومن قرأ “الميثاق” الذي يمثل فكر عبد الناصر وجد فيه رشحات من الفكر الماركسي في مواضع شتى، ولكن لا نستطيع أن نصف الميثاق بأنه ماركسيّ تماما)، ويتحدث د.ناجح ابراهيم عن أخطا عبد الناصر فيقول (ومنها أنه سلم الإعلام و الثقافة كغنيمة باردة لليساريين و الشيوعيين الذين حولوا أدوات التوجيه كلها لصالحهم و ما يصب في خدمه أفكارهم)، فهو هنا يتحدث عن الشيوعيين كقوة سياسيه وفكريه متمايزة.

موقف التجربة الناصرية من العلمانية : كما استند بعض أنصار موقف الرفض المطلق للتجربة الناصرية على اقتراض مضمونه أن التجربة الناصرية تبنت العلمانية كحل قدمته أوربا الليبرالية، ضمن ظروف تاريخيه خاصة، لمشكله العلاقة بين الدين والدولة، يقوم على الفصل بينهما،غير ان هذا الافتراض يتعارض مع حقيقة أن التجربة الناصرية على المستويين النظري والتطبيقي – تناقضت مع العلمانية ، فعلى المستوى النظري نجد – من الناحية الشكلية- أن عبد الناصر لم يستخدم مصطلح علمانيه في اى من خطاباته الشفهية أو وثائقه المكتوبة ، يقول مخلص الصيادي(من الناحية الشكلية ليس في تاريخ الناصرية وفق علمي ما يشير إلى تبنيها للعلمانية من حيث المصطلح ، ولم تثر هذه القضية في تاريخ الناصرية ، ولا يعرف أن جمال عبد الناصر أتى عليها، على الرغم من أنها كانت مثارة بقوة وبوضوح في المجالين الإسلامي بالنموذج التركي، والعربي بالنموذج البورقيبي)( مخلص الصيادي ، الناصرية والدين ،منتديات الفكر القومي العربي) ، هذا فضلا عن رفض عبد الناصر لمضمون العلمانية في بعض الخطابات والوثائق، حيث يقول مثلا سنة 1963 (الإسلام دين التطور والحياة، والإسلام يمثل الدين ويمثل الدنيا، لا يمثل الدين فقط. هذا فضلا عن أن اتخاذ التجربة الناصرية موقفا ايجابيا من الدين ، على المستويين النظريوالعملي- كما سبق ذكره- يتناقض مع كون العلمانية تتخذ موقفا سلبيا من الدين، على الأقل على مستوى الدولة كممثل للمجتمع .

انتفاء التقييم الموضوعي: كما أن بعض أنصار موقف الرفض المطلق للتجربة الناصرية، يتجاوز التقييم الموضوعي لأفكار وأفعال جمال عبد الناصر رحمه الله، إلى سب شخصه ، وهو ما يتعارض مع تقرير الشرع تحريم سب الأموات وهو ما يستفاد من النصوص الواردة فى تحريم سب المسلم على الإطلاق دون تمييز بين الأحياء و الأموات ، كما في قول الرسول( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ): ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ ) (رواه الشيخان و غيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) . كما يستفاد من النصوص الواردة في تحريم سبِّ الأموات على الخصوص ،ومنها: روى البخاري و النسائي و أحمد عَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا )قَالَتْ : قال النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ) ، و قد بوَّب البخاري على هذه الحديث في الصحيح ، فقال : ( باب ما ينهى من سبِّ الأموات ) ، وروى ابن حبان بإسناده إلى زياد بن علاقة أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ) [ صحيح ابن حبان : 3022 ] . أما استدلال البعض ببعض النصوص التي تفيد ذكر بعض الأموات بالشر لتبرير سب الأموات ، فهو استدلال خاطئ ، لان الذكر بالشر غير السب ، كما أن الذكر بالشر يكون في من ثبت شره من الكفار والمنافقين ، يقول الإمام المناوي في فتح القدير : ( السب غير الذكر بالشر ، و بفرض عدم المغايرة فالجائز سب الأشرار و المنهي سب الأخيار (

ثانيا:الموقف النقدي (التقويمي) : وهناك ثانيا الموقف النقدي (التقويمي) للتجربة الناصرية ، والقائم على أن التقييم الصحيح لاى تجربه ، هو التقييم الذي يتجاوز كل من موقفي القبول المطلق والرفض المطلق ، إلي الموقف النقدي القائم على البحث عن أوجه الصواب (الايجابيات) وأوجه الخطأ (السلبيات ) ، بهدف اخذ الصواب ورد الخطاْ .

التمييز بين النقد والنقض: وهنا يجب التمييز بين النقد والنقض فالنقد لغة: تمحيص الدنانير الصحيحة من الزائفة ، و نقد الشعر والكلام نظر فيه ، وميز الجيد من الرديء (معجم متن اللغة)، والنقد اصطلاحا : هو موقف معرفي قائم على قبول ما هو صواب في الراى، ورفض ما هو خطأ فيه، أما النقض فهو ما يقابل الرفض المطلق .

الإسلام والمنهج النقدي: وقد دعي الإسلام إلى الالتزام بالموقف النقدي، بعد تقييده بمعايير موضوعيه مطلقه، هي النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة، قال تعالى: ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم) (لا يكن أحدكم إمعة، يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسئت، بل وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا،وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم)، ، والموقف النقدي هو الموقف الحقيقي لعلماء الإسلام كابن تيمية الذي يقول في التصوف على سبيل المثال (لأجل ما وقع في كثير من الاجتهاد والتنازع فيه، تنازع الناس في طريقهم فطائفة ذمت (الصوفية والتصوف) وقال أنهم مبتدعون خارجون عن السنة … وطائفة غلو فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم. ..(.

الموقف النقدي اتجاه التجربة الناصرية : وبناءا على هذا الموقف النقدي يمكن القول بان للتجربة الناصرية أوجه صواب (ايجابيات) وأوجه خطا (سلبيات). من هذه الايجابيات أنها إقليميا وعالميا حولت مصر إلى القيادة الدولية لحركة عدم الانحياز، والمركز المرموق بين قادة التحرر العالمي، والثقل الاجتماعي والثقافي والسياسي العربي..كما أنها داخليا اتخذت خطوات كبيره تجاه تحرير الفلاحين والعمال من الاستغلال، وتحرير الفقراء الكادحين من العوز، و الاستقلال الاقتصادي والتخطيط الشامل والتنمية مطردة التقدم … ومن سلبيات التجربة : المحاكم الاستثنائية ،وما أصدرته من أحكام منها أحكام بالإعدام ، و تحويل زنازين المخابرات العامة والبوليس الحربي إلى أماكن تعذيب وسجون ، وهزيمه 1967…مع ملاحظه أن جمال عبد الناصر هو أول من انتبه إلى هذه الأخطاء ، واقر بها ، وحاول تصحيحها قبل وفاته عام 1970، بمحاكمه المسئولين هذه الممارسات السالبة ، واعاده بناء الجيش المصري، وحرب الاستنزاف… و ما يمكن أن يستخلص من هذه السلبيات الاتى : أولا : أن ايجابيات التجربة الناصرية تفوق سلبياتها كما وكيفا .ثانيا : أنجمال عبد الناصر نفسه اقر بأخطاء(سلبيات) التجربة، وحاول تصحيحها حتى وفاته عام 1970 ، بمحاكمه المسئولين هذه الممارسات السالبة ، واعاده بناء الجيش المصري، وحرب الاستنزاف…ثالثا : أن سلبيات التجربة تتصل بوسائلها أكثر من غايتها ، ذلك ان التجربة الناصرية استهدفت تحقيق جمله من الغايات والأهداف ، هي محل اتفاق بين القوى الوطنية والقومية، ولكن كانت الوسيلة لتحقيق هذه الأهداف هي نقطه ضعفها، هذه الوسيلة هي جهاز الدولة والبيروقراطيين ،هؤلاء البيروقراطيين هم الذين لطخوا ثوب ثوره يوليو بما علق بها من نقاط سوداء ، وهم الذين ارتدوا بها عن مسارها في عهد الرئيس أنور السادات فانتقلت إلى خانه التبعية إلى الولايات المتحدة الامريكيه، والتطبيع مع العدو الصهيوني….

نماذج للموقف النقدي من التجربة الناصرية عند الكتاب والمفكرين الإسلاميين : وفيما يلي نعرض لنماذج من الموقف النقدي (التقويمي) من التجربة الناصرية عند الكتاب والمفكرين الإسلاميين :
أولا: الإقرار بالسلبيات والايجابيات : حيث اقر العديد من الكتاب والمفكرين الإسلاميين بوجوب الإقرار بايجابيات (أوجه الصواب) التجربة الناصرية ، بجانب الإقرار بسلبياتها ( أوجه الخطأ فيها ) ، وعلى سبيل المثال يقول ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الاسلاميه بمصر( إن مسألة الحكم على (جمال عبد الناصر) أو غيره من الشخصيات العامة يرتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة غير الموضوعية السائدة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. تلك الثقافة التي تجعل من العاطفة هي المتحكم الأوحد في تقييم الرجال والحكم عليهم.. فتميل بهم إلى أقصى اليمين تارة، وإلى أقصى اليسار تارة أخرى.. ومحال أن تكون العواطف حكما عدلا في موازين الرجال. إن الإنصاف والموضوعية يقتضيان أن ننحي العواطف جانبا عند الحكم على الأشخاص.. وأن نزن الناس بميزان الحسنات والسيئات.. وألا تحملنا العداوات الشخصية، أو الوقوع تحت وطأة الظلم على الحيف في أحكامنا.. مصداقا لقول الله تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى), لقد تعرضت الحركة الإسلامية في مصر- ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين- إلى نوع من الظلم الفادح على يد عبد الناصر وأركان حكمه.. وذاقت على يده شتى صنوف التعذيب.ولكن ذلك لا يصح أبدا أن يكون مبررا لغمط حسنات عبد الناصر أو إغفال الإنجازات التي أنجزها لوطنه.. أو تصويره وكأنه حاكم بلا حسنات.. أو كأنه شيطان رجيم. كما لا يصح أن يرفعه البعض إلى مرتبة الأنبياء المعصومين.. فهو حاكم من البشر يخطئ ويصيب، وله إيجابيات كما أن له سلبيات.ومن خلال هذه النظرة الموضوعية ينبغي أن يقيم جمال عبد الناصر وغيره من الشخصيات العامة والتاريخية. إن النظر إلى الأشخاص والأحداث بموضوعية وتجرد هو علامة على النضج واكتمال العقل والفكر.. ودلالة على التجرد لله سبحانه وتعالى في الحكم على الناس. وإن مما يحسب للجماعة الإسلامية بعد مراجعتها الفكرية أنها تخلصت من أسر نظرية المؤامرة في تفسير وتحليل الأحداث التاريخية .تلك النظرية التي سيطرت على فكر ووجدان الشباب المسلم والعربي ردحا طويلا من الزمن، فتسببت في ضمور عقله، وشل تفكيره، وإبقائه مستسلما أمام مجريات الواقع المتغير. وقد سألني كثير من الناس وبعض الصحفيين عن رأيي في شخصية جمال عبد الناصر.. فآثرت أن أرسم لهم صورة متكاملة عن جمال عبد الناصر في فكري ووجداني من خلال مختلف مراحل حياتي … ولذا كان لزاما ً علينا النظر والتفكير من جديد في أمر الرئيس عبد الناصر.. ودراسة تاريخه مع الإخوان دراسة عميقة بعيدا ً عن نظرية المؤامرة التي شاعت في الحركة الإسلامية والعقل العربي طويلا ً…. وكان من نتيجة هذه الدراسة الآتي:-

أن الرئيس عبد الناصر لم تكن له خصومة مع الإخوان من قبل .. بل إنه حل كل الأحزاب والتنظيمات السياسية.. وأعاد جماعة الإخوان لمشروعيتها القانونية.. وحاكم اللذين قاموا باغتيال الشهيد/ حسن البنا في سابقة نادرة .. ·

إن حادث المنشية هو محاولة حقيقية لقتل عبد الناصر .. وإن بعض أفراد · النظام الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان قام بذلك فعلا ً.. ولكنهم لم يستأذنوا في ذلك المرشد المستشار الهضيبي الأب “رحمه الله” الذي كان يكره العنف..

أن تنظيم الشيخ سيد قطب للإطاحة بنظام عبد الناصر هو تنظيم مسلح حقيقي.. وقد أقر بذلك الشهيد سيد قطب وتلاميذه في أكثر من مناسبة.. ولكن التنظيم ضبط في أولى مراحل تكوينه وتسليحه..” وهذه هي الحقيقة بصرف النظر عن احترامنا وتقديرنا للشيخ / سيد قطب ” ولكن المشير عامر والمباحث الجنائية العسكرية ضخموا من خطره ليوهموا عبد الناصر أنهم حماته الحقيقيين..وليكتسبوا مزيدا من ثقته… ·

أصل الخلاف بين الإخوان وعبد الناصر هو اعتقاد كل منهما أنه الأجدر والأحق بالسلطة والحكم في مصر.. فعبد الناصر ومن معه كانوا يرون أنهم الأجدر بالسلطة والحكم باعتبار أن الثورة ثورتهم.. وأنهم الذين تعبوا وغامروا بحياتهم فيها…أما الإخوان فكانوا يرون أنهم أصحاب فكرة الثورة من الأصل، وأن عبد الناصر وعامر وغيرهما كانوا من الإخوان المسلمين الذين بايعوا على المصحف والسيف.. وأن هؤلاء الضباط صغار لا يصلحون للحكم… ولم يكن الخلاف أساسا على الدين أو الإسلام أو حرية الدعوة.. ولكنه انحصر أساسا في ظن كل فريق منهما أنه الأجدر بالحكم. .. ·

قد يرى البعض أن الرئيس عبد الناصر كان يعادي الإسلام .. ولكن هذه رؤية متعسفة متعجلة فيها من حظ النفس والرغبة في التشفي الكثير والكثير.وما أراه أن عبد الناصر لم يكن معادياً للإسلام نفسه.. ولكنه كان محباً للتفرد بالسلطة فقاوم كل من نازعه هذه السلطة.. سواءً كانوا من الإسلاميين أو غيرهم.والدليل على ذلك أن عبد الناصر عين عدداً من الإسلاميين كوزراء وكانوا من جماعة الإخوان المسلمين مثل الشيخ/ الباقوري ود/ عبد العزيز كامل وغيرهما.. وهذه سابقة لم تحدث قبله ولا بعده.ويستدل الكثيرون على أن عبد الناصر لم يكن معادياً للإسلام نفسه.. أنه أول من أنشأ إذاعة القرآن الكريم.. وساهم في نشر الإسلام والعروبة.. وأول من أنشأ مدينة البعوث الإسلامية.. لكي يفد إليها المسلمون من كل مكان لدراسة الإسلام واللغة العربية في الأزهر الشريف..و.. و.. و.. الخ ويرى هذا الرأي الكثيرين منهم د/ كمال أبو المجد.. والمستشار/ طارق البشري.. ود/ سليم العوا .. وغيرهم من المفكرين الإسلاميين.

ولكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه عبد الناصر هو تسليمه لمقاليد الثقافة والفكر في مصر لحفنة من الشيوعيين اتخذت من مواجهة الحركة الإسلامية ستاراً لمحاربة الإسلام نفسه والطعن في ثوابت الإسلام نفسه. ·

إن الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان أخطأت في هذا العصر برفضها التعامل والتعاون مع عبد الناصر في البداية لتتركه لأصحاب الفكر اليساري الذين أحسنوا استقطابه .. وأخطأوا كذلك بمحاولة قتله في سنة 1954م.. أو الانقلاب المسلح عليه سنة 1965م .. أو الاستخفاف بقدراته في بداية الثورة. ·

فإذا خرجنا عن إطار علاقته بالإخوان والحركة الإسلامية ونظرنا نظرة موضوعية إلى إيجابيات الرئيس عبد الناصر رحمه الله وسلبياته.. فقد خلصت إلى أن الرئيس عبد الناصر له إيجابيات كثيرة وله سلبيات كثيرة أيضا.ويمكنني تلخيص أهم هذه الإيجابيات والسلبيات فيما يلي:- فمن إيجابيات الرئيس عبد الناصر.. هو جهوده الحثيثة في تحرير القرار الوطني المصري واستقلاله… ومن إيجابياته أيضاً.. محاولته إقامة العدل الاجتماعي بين الناس.. والانحياز للطبقات الفقيرة ..ومحاولته إنصافهم ورفع شأنهم وتعليم أولادهم بالمجان.. ومنها محاولته القوية لتحديث مصر من الناحية الصناعية.. ومن إيجابياته. محاولته لتوحيد العرب في جبهة واحدة.. وإحياء القومية العربية.. وإن كان يعيبه في ذلك أنه حاول إقامتها على أنقاض الرابطة الإسلامية.. ومحاولة إقامتها دون تدرج.. واهتم فيها بالناحية السياسية والعسكرية قبل الاقتصادية والثقافية والدينية.. والأخيرة هي الأساس الحقيقي للتضامن بين العرب.. وكل الأسس السابقة هي أسس ثانوية .ومنها. مساهمته القوية في تحرير البلاد العربية والإسلامية من ربقة الاستعمار وذله وهوانه وفرضه بالقوة التغريب على المجتمعات الإسلامية. . ومنها بناء مشروع السد العالي الذي حمى مصر من خطر الفيضان.. ومكنها من تعمير وتطوير كثير من القرى.ومنه طرد الإنجليز نهائيا من مصر… ومن إيجابياته تماسكه وثباته ورباطة جأشه في تصديه للعدوان الثلاثي سنة1956.. وعدم قبوله لرأي بعض زملائه بالاستسلام لبريطانيا وفرنسا .ومنها تعففه وأسرته عن غنائم السلطة بحيث عاش حياة عادية…ومن إيجابياته بناءه لأول منظومة جيدة للرعاية الصحية في الريف المصري.. وإقامته لآلاف المدارس الإعدادية والابتدائية في قرى مصر ومدنها الصغيرة المترامية الأطراف .. فضلا ً عن مجانية التعليم. ومنها محاربته القوية للرشوة واستغلال النفوذ والاختلاس .. ففي عهد ناصر كان يندر أن تجد موظفا ً مرتشيا ً أو مختلسا ً .. ومنها محاولته القوية لبناء جيش مصري قوي.. ومنها أيضاً.. حسمه مع المشير عامر وأعوانه هزيمة 1967وطردهم من الجيش.. وإن كان قد جاء متأخرا عشر سنوات.ومنها جهده الخارق في بناء جيش مصري حديث على أسس سليمة تعتمد على الكفاءة والاحتراف العسكري فضلا عن الشجاعة والعلم والأمانة.. ومحاولته الجادة لمعالجة كل الأخطاء التي وقع فيها المشير عامر وأعوانه.وهذه القواعد التي أرساها عبد الناصر في الجيش المصري بعد نكسة 1967.. مازالت هي الأساس في الحياة العسكرية المصرية الحديثة. أما سلبياته فكثيرة أيضا ً: فقد ألغى الديمقراطية إلغاءً تاما.. ومنها تأميم الأموال ممن أسماهم بالإقطاع ، ولم يفرق بين الصالحين منهم والطالحين …ومنها استغلال الإعلام الكاذب في خداع الناس وتحويل الهزائم إلى انتصارات…. ومنها تكميم الأفواه ومنع حرية الصحافة وتكبيل كل المؤسسات الرسمية والشعبية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني.. وإلغاء الأحزاب…ومنها أنه سلم الجيش المصري غنيمة باردة للمشير عامر وأعوانه ليعيثوا فيها فسادا وجهلا وتخريبا.. مما أدى إلى أكبر هزيمة في تاريخ العسكرية المصرية عام 1967. ومنها محاولة أتباعه والمنافقين له إلغاء كل تاريخ مصر الحديث السابق لعبد الناصر.. ومن سلبياته أيضا ًأنه منع كل صنوف الدعوة الحقيقية للإسلام.. ومنها أنه سلم الإعلام والثقافة كغنيمة باردة لليساريين و الشيوعيين الذين حولوا أدوات التوجيه كلها لصالحهم و ما يصب في خدمة أفكارهم. ومنها أيضا أنه منع بابا من أبواب الخير وتنمية المجتمع ألا وهو “الوقف الإسلامي” .

وما أود أن أختم به مقالتي هذه قصة طريفة ولكنها ذات مغزى عميق .. فقد ذهبت إلي الحج في العام الماضي وذهلت أن معظم الحجاج المصريين الذين قابلتهم يحبون عبد الناصر حبا ً شديدا ً وذلك بعد وفاته بقرابة 37 عاما ً .. وبعد غياب كل المؤثرات الإعلامية التي تؤثر عليهم .. وتقرع قلوبهم بحبه. فقلت في نفسي: ما السر في ذلك؟ وقلت لنفسي: لعل السر هو أنه كان يضمن لكل إنسان في مصر وظيفة يتكسب منها بالحلال ويبتعد بها عن الحرام .أو لنظافة يده .. أو تعففه وأسرته عن الحرام .أو لتصديه لأطماع إسرائيل في المنطقة ومواجهته لها .. حتى وإن أخفق في ذلك.. أو مساعدته في تحرير بعض بلاد المسلمين من الاستعمار الغربي .. والله أعلم بسر ذلك.وأظن أن هذه المحبة لا تدوم بعد هذه السنوات الطويلة من حكم عبد الناصر.. إلا إذا كان له سر دفين .. أو خصلة طيبة لا يعلمها إلا الله .. وقد تخفى على أمثالنا..( الرئيس عبد الناصر في فكر داعية/ بقلم د/ ناجح إبراهيم/ موقع الجماعة الاسلاميه مصر(

ويقول د. يوسف القرضاوى (.. لا ريب أن الناس في رجل كعبد الناصر جد مختلفين؛ فله أنصار يرتفعون به إلى أعلى عليين، وله خصوم يهبطون به إلى أسفل سافلين. وبين مدح المغالين في المدح وقدح المبالغين في القدح تضيع الحقيقة… ثم إني أفرق تفريقا واضحا بين أمرين:أولهما: ما كان من “اجتهادات” قد تصيب، وقد تخطئ، وهو مأجور على صوابه، ومعذور في خطئه، بل ربما كان مأجورا أجرا واحدا، إذا صحت نيته، وتحرى في اجتهاده، واستشار أهل الذِّكر والخبرة، واستفرغ وسعه في الوصول إلى الحقيقة والرأي الأرشد. وذلك مثل سياسته في إفريقيا وفي اليمن وفي غيرها، فأقصى ما يقال فيها: إنه سياسي فاشل. وفرق بين الفاشل والظالم…وثانيهما: ما كان من مظالم ومآثم متعمدة، كما حدث لمعارضي عبد الناصر عامة، وللإخوان المسلمين خاصة، فلا يستطيع مدافع أن يدافع عن عبد الناصر، في إيقاع هذه الكم الهائل من المظالم والمآثم…)( عبد الناصر في الميزان من مذكرات القرضاوي).

وهنا يجب الاشاره إلى انه إذا كان هناك بعض من يرى أن الشيخ محمد متولي الشعراوى ( رحمه الله )، قد اتخذ موقف الرفض المطلق للتجربة الناصرية ، استنادا إلى نقده لبعض أوجه التجريه الناصرية ، إلا أننا نشير إلى واقعتين تتعارضان مع هذا الراى ، وتفيد أن موقفه من التجربة الناصرية ليس هو موقف الرفض المطلق ، بل هو موقف نقدي يشير إلى السلبيات دون إنكار الايجابيات ، الواقعة الأولى هي كتابته لمقال في رثاء الرئيس جمال عبد الناصر، جاء فيه (قد مات جمال ، وليس بعجيب أن يموت ، فالناس كلهم يموتون ، ولكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون ، وخير الموت ألا يغيب المفقود ، وشر الحياة الموت فيمقبرة الوجود ، وليس بالأربعين ينتهي الحداد على الثائر المثير ، والملهم الملهم ،والقائد الحتم ، والزعيم بلا زعم ، ولو على قدره يكون الحداد لتخطى الميعاد الى نهاية الآباد ، ولكن العجيب من ذلك أننا لو كنا منطقيين مع تسلسل العجائب فيه لكان موته بلا حداد عليه ، لأننا لم نفقد عطاءنا منه ، وحسب المفجوعين فيه فى العزاء ،انه وهو ميت لا يزال وقود الأحياء ، ولذلك يجب أن يكون ذكرنا له ولاء لا مجرد وفاء، لأن الوفاء لماض مقدر فاندثر ، ولكن الولاد لحاضر مستمر يزدهر فيثمر .فلا أظن أن حيا فى هذا العصر يجهل ما فعل عبد الناصر من أعمال ، وما خلق فيه من آمال ، ولن أكرر عليكم ولكنى أقول انه بدأ الدائرة حينما فاجا الدنيا بالثورة الأم، فاستقبله الناس بأعراس شعب منصور على اثم وطغيان مقهور، وكان خير ما قلت مستقبلا به السمع هذين البيتين: حييتها ثورة كالنار عارمة * ومصر بين محبور ومرتعد/ شبت توزع بالفسطاط جذوتها * فالشعب للنور والطغيان للهب، ثم انتقل البطل إلى الدائرة الثانية من أبعاد حياته ، فانتفض العملاق العربي برأس متطاول إلى السماء ، وقدمين راسخين فى الأرض ، ومد يديه ليحدد وطنه العربى بجغرافية الحق لا بخرائط الرق ، فاستقرت أنامل يمناه على الخليج العربي ، واستقرت أنامل يسراه على المحيط الأطلسي ، وظ  ليهدهد العروبة حتى شبت فكرة فى الرؤوس ، وتأججت عقيدة فى النفوس ، وأصبحت نشيدا على كللسان، ولقد سمعت من أخي الدكتور رزق انة فكرته فى تلك الدائرة قبل فكرته فى الدائرة التي وصفها فى فلسفة الثورة ، الدائرة الثالثة لأن الإسلام بالعروبة انساح و بها امتد ، فلابد أن تتوحد العروبة لنصبح بنعمة الله إخوانا ، حتى يكون بعث الاسلام على مثل ميلاده، فانه لا يصلح أخر هذا الأمر الا بما صلح به أوله …وحين دانت قلوب العرب للعقيدة عزتعليه بعض قوالبها ، ولكن هل توقف الرجل؟ لا , بل ينصرف وليقفز إلى الدائرة الثانية وهى الدائرة الإنسانية ، بكل ما فيها من شيوع وأجناس وأموال ومبادئ ومذاهب ،وقد أعانه على ذلك ايمانه العميق بكل عقائد الحق والخير والجمال ، وأعانه على ذلك إسلامه بكل ما فيه من تعاون وتواد ، وتحاب، وحرية وإخاء ومساواة وانطلاق وطموح ،ليحقق المستخلف فى الأرض مطلوب الله منه ، وهو أن يستعمرها وأن يحملها إلى آفاق الرفاهية والحضارة والمدنية.كان رحمه الله _ كما قال إخوانه أمام كل ثورة تحررية بالإيحاء والقدح ، ووراءها دائما بكل الامكانات والمنح ، فوضع البطل بصماته الإنسانية على التاريخ المعاصر ، ولذلك لن يجرؤ قوة فى الأرض أن تزحزح المظلومين عما لقنهم جمال من مبادئ للآباء على الضمير والانتفاض على الظلم والنهضة إلى الآمال الواسعة الوارفة ، ولن تستطيع أي قوة فى الأرض أن تسلب المكاسب التي ادتها انجازاته، ولا أن تحجب الآفاق التي أعلنتها تطلعاته ، وبذلك كله يقضى على قلة الفراغ المزعومة بعده .إن الزعيم الذي يترك بعده فراغا زعيم انانى، لأنه يحكم بمبادئ من رأسه ،فإذا ما انتهى قضى على نظام أسسه ، وهو زعيم أناني أيضا لأنه يحب أن يفقد الخير بفقده ، ولكن زعيمنا لم يكن من هذا الطراز لأنه لم يكن زعيما فحسب ، وانما كان أستاذ زعامة ، ولم يكن ثائرا فحسب ، وانما كان معلم ثورة ودارس مبادئ ، وكانت عبقريته فى غرس هذه المبادئ أنه أشاعها فلم يجعلها خاصة بفئة دون فئة حتى مرغ بها النفوس كل واحد حتى يكون كل واحد صورة طبق الأصل مما عند الحاكمين ، حتى لا يخدع محكوم بعده بغفلة من حاكم أو جبروت من متسلط ، وأن أمة فجعت فيه هذه الفجيعة أكدت كل ذلك ، وأكدت صدقها فيما قالت له فى حياته ” كلنا ناصر” .. ولذلك نراها حزنت عليه أعمق الحزن ، ولكنها مع ذلك عرفت كيف تقبض على الزمام بحزم …). (نقلا عن كتاب ” الشيخ الشعراوى وفتاوى العصر” للصحفي محمود فوزي/ ناصر2000، منتديات الفكر القومي العربى). أما الواقعة الثانية فهي واقعه زيارة الشيخ الشعراوى لضريح جمال عبد الناصر في أكتوبر1995، وقراءته الفائحة على روحه ، وقد قال الشيخ الشعراوى في تفسيره لهذه الواقعة، انه كان قد انتقد التجريه الناصرية بسب رفضه قانون تطوير جامعة الأزهر الذي وضعه عبد الناصر، والذي ترتب عليه إنشاء كليات للطب والهندسة والصيدلة والتجارة وغيرها في الجامعة التي كانت متخصصة لتدريس العلوم الدينية ، غير انه شاهد في منامه شيخين أحدهما يرتدى ثوبًا أبيض، وفى أذنيه علقت أطراف سماعة طبيب، والثاني يحمل في يده مسطرة حرف (T) الخاصة بالمهندسين، فأدرك بعد اليقظة أن جمال عبد الناصر كان على حق حين عمل على تعزيز مكانة الجامعة الأزهرية، بإضافة كليات علمية وعملية كالطب والصيدلة والزراعة والقانون والآداب …

ثانيا: الإقرار بالموقف الايجابي من الدين : كما اقر العديد من الكتاب والمفكرين الإسلاميين باتخاذ عبد الناصر والتجربة الناصرية موقفا ايجابيا من الدين ، يقول نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، وأشهر سجين مكث فى السجون حيث تم الإفراج عنه بعد 25 يناير 2011، في حواره لقناة “سي بي سي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خدم الدين الإسلامي وأحياه أكثر مما قام به حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. ويقول المفكر الاسلامى الدكتور عبد العزيز أن عبد الناصر كان يحرص على صلاته بشدة ، ففي زيارته الإتحاد السوفيتي إقترب موعد صلاة الجمعة، وكان في مباحثات مع القادة السوفييت ، فطلب إيقاف المباحثات ، وإستعد للصلاة وذهب ليؤديها مع أخوته . ويقول الشيخ احمد حسن الباقوري أن جمال عبد الناصر كان مسلما ” متدينا” شديد الإيمان إلى حد انه في ( باندونج) أصر على أن يظل صائما ” طوال شهر رمضان ورفض استخدام الرخصة الشرعية التي تعطيه حق الإفطار ، والتي أستخدمها الشيخ الباقوري نفسه فأفطر. (عبد الناصر بشهادة علماء الأزهر)

 

أضف تعليق